الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية أحداث الفوار: تحذيرات من طمع سياسي وفــكّ الحصار على المجموعات الارهابية

نشر في  13 ماي 2015  (11:19)

 تعيش مدينة الفوار من ولاية قبلي منذ أكثر من أسبوع حالة من الاحتقان والاحتجاجات الاجتماعية، حيث طالب المحتجون بحقهم في ثروات الجهة، وحقهم في العمل والتنمية، وتأتي هذه التحركات اثر الاعلان عن اكتشافات نفطية بالجهة.
ويذكر أن الاحتجاجات تطورت لتتحول الى مواجهات بين عدد من المحتجين وقوات الأمن تم خلالها القاء القبض على مجموعة من «الغاضبين» ليتم في وقت لاحق اطلاق سراحهم كما تم حرق مركز الحرس بالجهة مما أدى الى انسحاب الوحدات الأمنية.

وأكد عدد من أبناء الجهة أن أهم مطالبهم هو العمل على انتدابهم في الشركة البترولية الهولندية مازارين المتمتعة بعقد التنقيب زعفرانة بمعتمدية الفوار والذي مكّنها من اكتشاف واحد من أهم الحقول البترولية بالجهة..
وفي رده على هذه المطالب اعتبر معتمد الفوار أن الاحتجاج عبر الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة أمر غير مقبول، موضحا من جهة أخرى أن شركة مازارين تتمتع بعقد للاستكشاف والتنقيب عن البترول معروف برخصة زعفرانة وهو يشمل اجراء اختبارات على تسع آبار بالجهة أثمرت النتائج الأولية منها التي أجريت على بئر الصابرية نتائج جيدة.

وزارة الداخلية: لا دخل لمقراتنا في المطالب الاجتماعية

وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت بلاغا صحفيا أعلنت فيه أنها بادرت بفتح بحث عدلي بالتنسيق مع السلط القضائية لتتبّع الجناة في الأحداث الأخيرة التي شهدتها معتمدية الفوار من ولاية قبلي.
 وأوضحت أن أقليّة من المحتجين حاولوا مهاجمة مركز الحرس الوطني وفي المقابل حاول أعوان الحرس الوطني وبقية التعزيزات من الوحدات الأمنية حماية المقر الأمني دون استعمال كل الوسائل القانونية، غير أن هذه العمليّة تكرّرت  في العديد من المرات.
وأضافت الداخلية أنه أمام إصرار هذه المجموعة على مهاجمة مقرّ الحرس الوطني بالحجارة والموّاد الصّلبة واستعمال بنادق صيد، أصيب  06 أعوان من الحرس والأمن الوطنيين وتمكّنت مجموعة من المحتجّين من اقتحام مركز الحرس الوطني وحرقه، مع مواصلة استهداف المركز الحدودي البرّي بالمكان.
وأكدت الوزارة أن مقراتها الأمنية لا دخل لها في الاحتجاجات أو المطالب الاقتصادية والاجتماعية، مع العلم وأنه تمّ إرسال تعزيزات عسكرية للجهة.

نقابة الصحفية تندّد بالاعتداءات وتتهم طرفا سياسيا

ومن تداعيات هذه الاحتجاجات كذلك، نذكر الاعتداء على مجموعة من الصحفيين خلال تغطيتهم لزيارة وزير الصناعة زكريا حمد للجهة، مما استوجب نقل البعض منهم الى مستشفى دوز، وقد أشار عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين يوسف الوسلاتي خلال تصريح اذاعي الى  وقوف طرف سياسي وراء الاعتداءات التي استهدفت الصحفيين خلال تغطيتهم لأحداث الفوار والاحتجاجات التي عاشت على وقعها المنطقة، مؤكدا أن الاعتداء لم يكن بريئا وأن المحتجين تعاملوا مع الصحفيين وكأنهم أعداء، ولاحظ الوسلاتي أن استقبال قنوات معينة يدلّ على أن الأحداث والاعتداءات يقف وراءها طرف سياسي يعتبر الإعلام التونسي إعلام عار.

منجي الرحوي: بعض الأحزاب أقل شأنا من أن تؤثر على أهالي الفوار

أكد القيادي بالجبهة الشعبية المنجي الرحوي لأخبار الجمهورية، أن اتهام بعض الاحزاب السياسية بالوقوف وراء أحداث الفوار من شأنه أن يعلي من شأن هذه الأحزاب ويمنحها حجما أكبر من حجمها بكثير خاصة ويوحي بأنّها قادرة على تحريك جهات معينة والتأثير في الشباب، والحال أن هذه الأحزاب -والكلام للرحوي- عاجزة عن جمع العشرات في اجتماعاتها الشعبية، على حدّ قوله، ودعا الرحوي الى الكفّ عن مثل هذه التصريحات لأن الأحزاب المتّهمة عاجزة عن تحريك الشارع التونسي، ولا يجب السماح لها باستغلال أحداث الفوار لصالحها أو استعماله لخدمة مصالحها الحزبية الضيقة والنفخ في صورتها، والقول ان لها حجما سياسيا وإنها موجودة وفاعلة.
وذكر المنجي الرحوي أن أحداث الفوار هي عبارة عن تحركات اجتماعية تلقائية وعفوية وسلمية، أخذت أحيانا طابعا عنيفا، على خلفية التدخل المفرط للأمن. مؤكدا أن مطالب أهالي الفوار مشروعة وتصبّ جلّها في خانة المطالب الاجتماعية والتنموية التي تعاني منها كل المناطق المهمشة والمعدمة، مضيفا أنه من الطبيعي أن تحصل مثل هذه التحركات أمام انعدام المؤشرات التي توحي بالتنمية أو ايجاد حلول عميقة .
وبيّن الرحوي أن السلطات مطالبة بالتحرك الفوري والسريع لأن مثل هذه التحركات قد تأخذ أكثر من حجمها في صورة عدم التعاطي بجدية مع المطالب الاجتماعية.

الحبيب الراشدي: أحداث الفوار مخطط لادخال السلاح من ليبيا

لئن أكد النقابي الامني الحبيب الراشدي في تصريح خصّ به أخبار الجمهورية أن من حق أهل الجنوب الاعتراض والاحتجاج نتيجة ما يعانونه من انعدام للحلول الاقتصادية والبُنى التحتية وضعف موارد الرزق، فإنه استدرك بذكر أن أهل الجنوب أرفع من الحرق والعنف والفوضى، وأشار الراشدي الى أن الاحتجاج ورفع المطالب لها أساليبها وطرقها المتعددة مبيّنا أن حرق المراكز واحداث الفوضى ليس من شيم أهالي الجنوب.
واتهم الحبيب الراشدي أطرافا سياسية بالوقوف وراء أحداث العنف التي تعيشها مدينة الفوار وتحديدا الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية عماد الدايمي، حيث أكد الراشدي أن « عماد الدايمي المتورّط فى ادخال المال المشبوه من جهات خارجية عبر جمعية تونس الخيرية بتواطؤ مع البنك المركزي وصمت مشبوه وعدم محاسبة من رئاسة الحكومة، يستغل الآن موقعه كنائب للشعب بالتنقل بين مدن الجنوب لاشعال الفتن».
وذكر الراشدي أن الدايمي وسهام بادي وعدنان منصر والمنصف المرزوقي هم من يقفون وراء كل الفوضى مستغلين اندفاع الشباب.
وأضاف أن كل هذه الفوضى هي من أجل فكّ الحصار عن المجموعات الارهابية بليبيا بعد زحف القوات الحكومية، وهي عبارة عن مخطط لادخال السلاح ولتمكين المقاتلين من دخول تونس.

 سمير بالطيب: صفحات حركة النهضة في الجنوب تسعى الى التحريض وإلى توتير الأجواء

من جهته أكد الأمين العام لحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي سمير بالطيب أن صفحات النهضة في الجنوب تسعى الى التحريض وإلى توتير الاجواء، كما  تبرز موقفا معاديا ومناهضا للحكومة في المناطق التي تشهد احتجاجات بالرغم من انها طرف في الحكومة، وأكد بالطيب في تصريح اذاعي أن مختلف الوزارات لا تعمل بنفس القدر من الكفاءة والسرعة وأن هذا الائتلاف الحكومي غير طبيعي مشيرا إلى أن ما يعيبه على « الطبقة السياسية » هو غياب الشجاعة.

اعداد: سناء الماجري